ينتشر القلق بشأن الآثار الصحية المحتملة للتعرض للإشعاع الكهرومغناطيسي المنبعث من الأجهزة الإلكترونية، بما في ذلك أجهزة الراوتر. كثيرًا ما نسمع تحذيرات من النوم بجوار الهواتف الخلوية أو أجهزة الكمبيوتر أو أجهزة الراوتر، مدعين أن ذلك قد يضر بصحتنا. لكن هل هذا صحيح أم مجرد أسطورة؟
هل النوم بالقرب من جهاز الراوتر خطير؟
طبيعة إشعاعات الراوتر
تُطلق شبكة الواي فاي (WiFi) إشعاعًا كهرومغناطيسيًا منخفض الكثافة ضمن نطاقي التردد 2.4 جيجا هرتز و 5 جيجا هرتز لنقل البيانات لاسلكيًا. من المهم فهم أن هذا الإشعاع غير مؤين، وهذا يعني أنه لا يمتلك طاقة كافية لتأيين الذرات أو الجزيئات أو إتلاف الحمض النووي. وبالتالي، فإنه يختلف تمامًا عن الإشعاعات المؤينة مثل الأشعة السينية أو أشعة جاما التي تُسبب ضررًا واضحًا للخلايا.
على الرغم من أن أجهزة الراوتر تُصدر إشعاعات كهرومغناطيسية، إلا أن مستوى هذه الإشعاعات منخفض جدًا مقارنةً بالعديد من الأجهزة الأخرى التي نستخدمها يوميًا، مثل الهواتف الذكية وأجهزة الميكروويف وأجهزة الكمبيوتر وأجهزة التلفاز الذكية. وإذا كانت هذه الإشعاعات تشكل خطرًا حقيقيًا، لما سمح الاتحاد الأوروبي ببيع هذه الأجهزة في دوله الأعضاء.
مستوى الإشعاع من أجهزة الراوتر
الإشعاع غير المؤين المنبعث من أجهزة الراوتر منخفض للغاية، ويقع ضمن الحدود الآمنة التي حددتها المنظمات الدولية المعنية بالصحة. تبلغ الطاقة القصوى لجهاز الراوتر الذي يعمل بتردد 2.4 جيجا هرتز حوالي 100 ميلي واط، وقد تكون أعلى قليلًا في نطاق 5 جيجا هرتز. وللمقارنة، يمكن للهاتف المحمول أن يصدر ما يصل إلى 2 واط من الطاقة القصوى أثناء إجراء مكالمة. وبذلك، يتضح أن إشعاع الراوتر أقل بكثير من إشعاع الهاتف المحمول.
تعمل أجهزة الراوتر بترددات راديوية بعيدة كل البعد عن الترددات التي تُعتبر ضارة بالصحة. حتى الهواتف الذكية الحديثة، التي تُصدر إشعاعات أعلى من أجهزة الراوتر، لا تُشكل خطرًا كبيرًا عند استخدامها بشكل طبيعي. لذلك، فإن الخوف من الآثار الضارة للتعرض لإشعاعات أجهزة الراوتر، سواء أثناء النوم أو الاستيقاظ، ليس له أساس علمي قوي.
الدلائل العلمية
في ظل ظروف الاستخدام العادية للأجهزة الإلكترونية المنزلية، لم تكشف الدراسات العلمية عن أي مخاطر صحية كبيرة ناتجة عن التواجد بالقرب من أجهزة الراوتر أو الأجهزة الأخرى التي تُصدر إشعاعات غير مؤينة. من المهم التأكيد على أن أجهزة الراوتر لا تُصدر إشعاعات مؤينة، وهذا هو أساس عدم خطورتها.
ملخص أهم النقاط:
- إشعاعات أجهزة الراوتر غير مؤينة، أي أنها لا تُسبب تأين الذرات أو إتلاف الحمض النووي.
- مستوى إشعاع الراوتر منخفض للغاية مقارنةً بأجهزة أخرى مثل الهواتف المحمولة.
- لا توجد دراسات علمية تُشير إلى مخاطر صحية كبيرة ناتجة عن النوم بالقرب من الراوتر.
- الخوف من هذه الإشعاعات يُعتبر أسطورة.
يهدف هذا المقال إلى تبديد الشائعات والمعلومات الخاطئة حول أضرار النوم بالقرب من جهاز الراوتر. توفير المعلومات العلمية الدقيقة يُساهم في الحد من القلق غير المبرر لدى الكثيرين، ويُساعد على اتخاذ قرارات مدروسة حول استخدام الأجهزة الإلكترونية بشكل آمن ومسؤول.
الخاتمة
في الختام، تُعتبر المخاوف من النوم بالقرب من جهاز الراوتر أسطورة منتشرة على نطاق واسع. لا يوجد دليل علمي قوي يدعم هذه المخاوف. مستويات الإشعاع المنبعثة من أجهزة الراوتر منخفضة جدًا وآمنة وفقًا للمعايير الدولية. يمكنكم الاطمئنان على صحتكم في هذا الصدد، مع مراعاة التقيد بقوانين السلامة المتعلقة بالتعامل مع الأجهزة الإلكترونية بشكل عام.