التعرض للضوء في الليل يعد عاملاً رئيسياً في زيادة احتمالية الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، وهذا ما كشفت عنه دراسة واسعة النطاق أجرتها جامعة فلندرز بالتعاون مع أكثر من 85,000 مشارك. الدراسة أظهرت أن التعرض للضوء ليلاً يؤثر على الساعة البيولوجية للأشخاص، مما يؤدي إلى تغيرات في إفراز الأنسولين وعملية استقلاب الجلوكوز، مما يعيق الجسم عن تنظيم مستويات السكر بشكل صحيح ويزيد من خطر الإصابة بالمرض.
التعرض لضوء الليل يزيد من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني بنسبة تصل إلى 67%
وفقاً لدراسة جامعة فلندرز، فإن تجنب أي نوع من الضوء في الليل يُعتبر من أفضل الإرشادات للحد من مخاطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني. تمت الدراسة على عدد كبير من الأشخاص، وقد تم قياس كمية الضوء التي يتعرضون لها من الساعة 00:30 صباحًا حتى الساعة 06:00 صباحًا على مدى أسبوع، مع مراقبة صحتهم على مدى تسع سنوات. استخدم جهاز استشعار مثبت لقياس الضوء ليلاً ونهارًا على معصم المشاركين الذين لم يكونوا يعانون من الحالة في البداية.
توضح هذه الدراسة أن الأفراد الذين يتعرضون لكميات كبيرة من الضوء لديهم احتمالات أعلى بنسبة 67٪ للإصابة بأمراض مزمنة. وتشير الدراسة أيضًا إلى أن زيادة كمية الضوء تزيد من خطر الإصابة بهذه الأمراض. لذا، إذا لم يكن بإمكاننا تجنب التعرض للضوء، يُنصح بتقليله إلى أدنى حد ممكن، سواء كان ذلك من المصابيح أو التلفزيون أو الهواتف النقالة أو أجهزة الكمبيوتر وغيرها.
وقد قامت الدراسة أيضًا بتقييم العوامل الأخرى المرتبطة بمرض السكري من النوع الثاني، مثل نمط الحياة، وعادات النوم، ونوبات العمل، والنظام الغذائي، والصحة العقلية. وعلى الرغم من اعتبار هذه العوامل، فقد أظهرت الدراسة أن التعرض للضوء لا يزال عامل خطر مهمًا.
إنفوجراف.. أعراض السكري من النوع الثاني |
مرض السكري من النوع الثاني هو مرض مزمن يحدث نتيجة لعدم قدرة الجسم على استخدام الأنسولين بشكل صحيح لتنظيم مستويات السكر في الدم. والسبب المحتمل الذي يجعل الضوء يزيد من خطر الإصابة هو أنه يؤثر على الساعة البيولوجية للجسم، مما يؤدي إلى تخلل النوم وتغيرات في إفراز الأنسولين واستقلاب الجلوكوز. وهذا يجعل من الصعب على الجسم تنظيم مستويات السكر في الدم بشكل فعال، مما يزيد من احتمالية الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
توصل البروفيسور المشارك أندرو فيليبس من كلية الطب والصحة العامة بجامعة فلندرز إلى أن تقليل التعرض للضوء في الليل والبيئة المظلمة قد يكون وسيلة فعالة ورخيصة لتأخير أو منع تطور مرض السكري. هذه النتائج المهمة نشرت في مقال بمجلة The Lancet حيث يمكن للجميع قراءة الدراسة مجانًا.
إلى جانب الضوء، تشير أبحاث أخرى إلى وجود علاقة بين ترك الهاتف الخلوي بجانبك أثناء النوم واحتمالات الإصابة بمجموعة من الأمراض، بما في ذلك السمنة ومرض السكري. على الجانب الإيجابي، يُنصح بتجنب الضوء المستمر وعدم ترك الهاتف الخلوي بجانب السرير، بالإضافة إلى ممارسة المشي لمسافة 10000 خطوة يوميًا، حيث قد تقلل هذه الخطوات من خطر الإصابة بمرض السكري.