--.تذكرنا الصين بالتقدم الهائل في مجال الذكاء الاصطناعي حيث أصبح من المألوف للناس إنشاء نسخ رقمية من أحبائهم الفقدوا. يقوم الأفراد بتدريب تلك النسخ باستخدام تقنيات الروبوتات ذات الذكاء الاصطناعي، مما يمكن تلك النسخ من التفاعل والرد بطريقة تشبه البشر.
تُعرف هذه التقنية بـ "الروبوتات الشبح"، وتُعتبر خياراً استثمارياً مثيراً للكثير من شركات التكنولوجيا في الصين. تقوم هذه الشركات بإنشاء ملفات شخصية رقمية للأفراد الذين فقدوا أحباءهم باستخدام مقاطع الفيديو والصور والمواد الصوتية، مما يُعد وسيلة للتعبير عن الحزن وإعطاء فرصة لأولئك الذين فقدوا شخصًا عزيزًا مؤخرًا.
تقدم هذه التقنية فرصة لإحياء الذكريات وتكريم الأحباء المتوفين بتشغيل الصورة والصوت وحتى تقليد أسلوب التفكير والكلام للشخص الراحل. تعتبر الشركات الصينية، مثل IA Super Brain، من بين رواد هذا المجال، حيث تستغل الطلب المتزايد لهذه الخدمات لتلبية احتياجات المستهلكين وتقديم تجارب رقمية متقدمة.
مثلما حدث في حالة وو الذي فقد ابنه وبادر بإحياء ذكرياته رقميًا، فإن هذا الابتكار يسهم في تطور الصناعة الصينية في مجال تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، ويشير الخبراء إلى أن الصين تقود العالم في هذا المجال.
"تتواجد العديد من الأشخاص في الصين، وكثيرون منهم يعانون من احتياجات عاطفية، مما يمنحنا ميزة في سوق الطلب."
صرّح تشانغ أن شركة Super Brain تفرض رسومًا تتراوح بين 10000 و 20000 يوان (حوالي 1400 إلى 2800 دولار) مقابل الصورة الرمزية الأساسية. يشمل العملاء أصدقاء سابقون وحتى أولئك الذين يرغبون في قضاء وقت إضافي مع شريكهم السابق. يمكن للعملاء أيضًا التحدث عبر الهاتف مع موظف تم تغيير وجهه وصوته ليشبه الشخص المتوفى.
قالت سيما هوابينغ، مؤسسة شركة Silicon Intelligence في نانجينغ، إن هذه التكنولوجيا "ستجلب نوعًا جديدًا من الإنسانية". قارنتها بالتصوير الفوتوغرافي والبورتريه، مما ساعد الناس على تذكر الموتى بطرق ثورية في عصرهم.
قال تال مورس، الباحث الزائر في مركز الموت والمجتمع بجامعة باث في إنجلترا، إن روبوتات الموت قد توفر الراحة، ولكنه حذر من ضرورة إجراء مزيد من البحث لفهم الآثار الأخلاقية والنفسية.
وسأل مورس: "السؤال الرئيسي هو (...) مدى ولاء 'الروبوتات الأشباح' للشخصية التي تم تصميمها لتقليدها". وتساءل لوكالة فرانس برس: "ماذا يحدث إذا قاموا بأفعال 'تلوث' ذاكرة الشخص الذي يفترض أن يمثلوه؟".
بالنسبة لـ Zhang من Super Brain، كل تكنولوجيا جديدة تحمل آثارها الإيجابية والسلبية. "طالما نقدم المساعدة للذين يحتاجون إليها، فإنني لا أرى أي مشكلة".
التسميات :
ذكاء اصطناعي