ماهي الجمعة البيضاء black friday؟ وكيف تستفيد منها نصائح للتسوق

الجمعة السوداء، التي تُعتبر واحدة من أبرز الأيام في عالم التسوق، قد أصبحت ظاهرة عالمية ينتظرها المستهلكون بشغف للحصول على خصومات هائلة على مختلف المنتجات. ولكن، ما هو أصل هذا اليوم؟ ولماذا أُطلق عليه اسم "الجمعة السوداء"؟ دعونا نتعرف على القصة الكاملة وراء هذا الحدث الذي غزا الأسواق العالمية.

الجمعة السوداء أو Black Friday: لماذا يُطلق عليه هذا الاسم وكيف بدأ؟

أصل التسمية: لماذا الجمعة السوداء؟

على الرغم من أن مصطلح "الجمعة السوداء" قد يبدو غريبًا، إلا أن التسمية لها جذور تاريخية تعود إلى خمسينيات القرن الماضي في الولايات المتحدة. في البداية، كان هذا المصطلح يُستخدم لوصف حالة الفوضى والازدحام الشديد التي تحدث بعد عيد الشكر مباشرة.


في عام 1961 في مدينة فيلادلفيا، استخدم رجال الشرطة مصطلح "Black Friday" لوصف الزحام الكثيف في الشوارع والمحال التجارية الذي كان يحدث بسبب توافد عدد هائل من المتسوقين إلى المدينة. لم يكن الأمر إيجابيًا آنذاك، إذ كان يعبر عن التحديات التي يواجهها رجال الشرطة في إدارة المرور والتدفق الكبير للجماهير.


لاحقًا، تبنّى تجار التجزئة المصطلح، ولكن أعادوا صياغته ليحمل دلالة إيجابية. أصبح "الجمعة السوداء" يُشير إلى اليوم الذي تنتقل فيه حسابات المحال التجارية من الخسارة (باللون الأحمر) إلى الربح (باللون الأسود) بسبب الإقبال الكبير على التسوق.

كيف بدأت الجمعة السوداء؟

تعود جذور Black Friday إلى التقاليد الأمريكية المرتبطة بعيد الشكر، الذي يُحتفل به في يوم الخميس الرابع من شهر نوفمبر. كان يوم الجمعة الذي يليه يُعتبر البداية غير الرسمية لموسم التسوق الخاص بعيد الميلاد، حيث تبدأ المحال التجارية في تقديم خصومات وعروض لجذب المستهلكين.

في خمسينيات القرن الماضي، بدأت بعض المتاجر بفتح أبوابها في ساعات مبكرة من صباح الجمعة لتقديم تخفيضات خاصة. بمرور الوقت، تطورت الفكرة وتحولت إلى تقليد سنوي يتسم بالعروض الهائلة والازدحام الشديد.


انتشار الظاهرة عالميًا

مع مرور السنين، خرجت الجمعة السوداء من حدود الولايات المتحدة لتصبح ظاهرة عالمية. اليوم، تتبنى العديد من الدول هذا اليوم وتطلق تخفيضات كبيرة في متاجرها التقليدية والإلكترونية. بعض الدول مثل بريطانيا وكندا وفرنسا تعتمد المفهوم ذاته ولكن بتسمية محلية.

في عالم الأعمال، يُستخدم مصطلح "التواجد في المنطقة الحمراء" للإشارة إلى الخسائر المالية، بينما يُشير "التواجد في المنطقة السوداء" إلى تحقيق الأرباح. بناءً على هذا المفهوم، بدأ التجار باستخدام مصطلح "الجمعة السوداء" للإشارة إلى التحول الإيجابي الذي يحدث في يوم التسوق هذا. بسبب الإقبال الهائل على الشراء، تنتقل الشركات من الخسائر إلى الأرباح، مما يجعل هذا اليوم نقطة انطلاق لتحقيق إيرادات كبيرة. منذ ذلك الحين، ارتبط المصطلح بتحقيق مبيعات قياسية وبدء موسم التسوق لعيد الميلاد.

انتشار الجمعة السوداء عالميًا

على الرغم من أن أصل الجمعة السوداء يعود إلى الولايات المتحدة، إلا أن شعبيتها تجاوزت الحدود وأصبحت ظاهرة عالمية. خلال العقد الأخير، بدأت العديد من الدول تبني هذا اليوم مع مراعاة الاختلافات الاقتصادية والثقافية في كل منطقة.


كندا

رغم أن الجمعة السوداء تُعد تقليدًا أمريكيًا، إلا أن الكنديين اعتمدوه في السنوات الأخيرة، خصوصًا مع توسع سلاسل المتاجر الأمريكية في كندا. وبما أن عيد الشكر يُحتفل به في أكتوبر في كندا، يعتبر الكنديون خصومات نوفمبر فرصة مثالية لبدء تسوقهم الخاص بعيد الميلاد.

أوروبا

انتشرت الجمعة السوداء بسرعة في أوروبا، لا سيما في دول مثل المملكة المتحدة، فرنسا، ألمانيا، وإسبانيا. في المملكة المتحدة، بدأت الظاهرة تكتسب زخمًا منذ العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، حيث أصبحت المتاجر الفعلية والإلكترونية تقدم خصومات كبيرة، مما حول الجمعة التالية لعيد الشكر إلى حدث تسوق ضخم.

أمريكا اللاتينية

في بلدان مثل كولومبيا، المكسيك، البرازيل، وغيرها، باتت الجمعة السوداء شائعة بشكل متزايد. تقدم المتاجر الكبيرة والمنصات الإلكترونية خصومات مميزة للتنافس مع تطور التجارة الإلكترونية في تلك الدول. ورغم أن الجمعة السوداء لا تحمل نفس البعد الثقافي كما في الولايات المتحدة، إلا أنها تُعتبر فرصة للتسوق بأسعار مخفضة بدلًا من كونها تقليدًا استهلاكيًا.


آسيا ومناطق أخرى

وصل تأثير الجمعة السوداء إلى آسيا، حيث تبنت دول مثل الصين، اليابان، وسنغافورة هذا التقليد جزئيًا. العلامات التجارية العالمية بدأت بتقديم عروض كبيرة لجذب المستهلكين. في الصين، على سبيل المثال، تُعد خصومات "يوم العزاب" التي تقدمها منصات مثل "علي بابا" بديلًا محليًا للجمعة السوداء، لكنها غالبًا ما تكون أكبر من العروض الأمريكية.

تحولت الجمعة السوداء من تقليد أمريكي إلى حدث عالمي ينتظره المستهلكون في كل مكان. ورغم اختلاف طرق الاحتفال به من منطقة لأخرى، إلا أن الهدف الأساسي يظل واحدًا: تقديم خصومات مغرية لجذب المتسوقين. ومع استمرار العولمة وزيادة دور التجارة الإلكترونية، من المتوقع أن تواصل الجمعة السوداء انتشارها لتص

بح جزءًا لا يتجزأ من ثقافة التسوق العالمية.



لماذا ينتظر الناس الجمعة السوداء؟

الجمعة السوداء ليست مجرد يوم للتسوق، بل أصبحت رمزًا للصفقات المذهلة والخصومات الكبيرة التي لا تُتاح في أي وقت آخر من العام. ينتظر المتسوقون هذا اليوم لشراء الأجهزة الإلكترونية، الملابس، الأدوات المنزلية، وغيرها بأسعار منخفضة للغاية.

مخاوف وانتقادات

رغم شعبيتها الكبيرة، تواجه الجمعة السوداء بعض الانتقادات. يعتقد البعض أن هذا اليوم يعزز ثقافة الاستهلاك المفرط ويدفع الناس إلى إنفاق المال بشكل غير محسوب. كما أن الفوضى التي تصاحب هذا اليوم، خاصة في المتاجر التقليدية، قد تؤدي أحيانًا إلى حوادث أو إصابات بسبب التدافع.


الخلاصة

الجمعة السوداء ليست مجرد يوم للتسوق، بل هي جزء من ثقافة عالمية تشجع المستهلكين على اقتناص أفضل الصفقات. وعلى الرغم من اسمها الذي يحمل دلالات تاريخية سلبية، إلا أنها أصبحت اليوم رمزًا للفرص التجارية والمنافسة القوية بين المتاجر. ومع استمرار تطورها، يبقى السؤال: هل ستظل الجمعة السوداء محتفظة بجاذبيتها في المستقبل، أم ستشهد تغييرات لتواكب أنماط التسوق الحديثة؟
Kar

Online content writer and chartered accountant .

إرسال تعليق

أحدث أقدم