دفع انتشار فيروس كورونا الغامض السلطات الصحية في كثير من دول العالم إلى اتخاذ إجراءات احترازية في بعض منافذ الدخول ومعابرها الحدودية، ومن بينها نشر أجهزة استشعار حرارية.
المرض ومنذ ظهوره في الصين تسبب في إصابة مئات الأشخاص ومقتل 25 منهم على الأقل، وسط مخاوف من تحوره وانتشاره على نطاق واسع، ومن ألا تتمكن اللقاحات الحالية من مقاومته.
وفي إطار مساعي مكافحة المرض، نشرت عدة دول أجهزة التصوير الحراري في مطاراتها لقياس درجة حرارة المسافرين وهي أولى علامات وأعراض الأمراض الفيروسية.
لكنها كيف تعمل هذه الأجهزة وما مدى دقتها في كشف المرض؟
التكنولوجيا الطبية أصبحت اليوم تلعب دورا رائدا في حياتنا اليومية لتزويدنا بنتائج واضحة لا يمكن تحديدها بالعين المجردة، وخاصة في حال تفشي الأمراض الخطيرة.
ومن بين هذه المعدات، أجهزة الاستشعار الحراري، التي تعتمد في عملها على الأشعة فوق الحمراء.
ومن المعروف أن جميع الكائنات على كوكب الأرض تنبعث منها الأشعة تحت الحمراء، وتقاس هذه الأشعة بواسطة الموجات الكهرومغناطيسية.
وأجهزة الاستشعار الحراري تتمكن من جس الحرارة المنبعثة من الجسم من خلال قياس الأشعة تحت الحمراء. ومن ثم تحويل البيانات إلى صورة مطابقة عبر كاميرات تعمل كجهاز استقبال في نطاق يتراوح بين 8 إلى 14 مايكرومتر من المجال الكهرومغنطسي.
وكلما زاد الانبعاث، كلما زادت درجة الحرارة، والعكس صحيح.
عوامل يجب مراعاتها عند استخدام أجهزة التصوير الحراري
هناك عدة عوامل يمكن أن توثر على قراءة أجهزة التصوير الحراري ومنها نشاط الشخص قبل إجراء الفحص مباشرة، وتوقيت الفحص، ومدى بعد الجهاز عن الشخص المعني، فضلا عن التغيرات الكبيرة في درجات الحرارة خارج الجسم، والتصوير في بيئة غير محكمة.
هذه فقط مجرد أمثلة للعوامل الكثيرة التي يجب أخذها في الاعتبار للحصول على قراءات دقيقة.
الحد الأدنى لمتطلبات جهاز التصوير الحراري
إذا كنت تبحث عن عدوى فيروسية، فمن المهم أن يكون لديك أداة حساسة بدرجة كافية لاكتشاف التغيرات في درجات الحرارة الصغيرة جدا، لضمان الحصول على أفضل النتائج.
الكاشف ينبغي أن يكون مزودا بـ مايكروبولومتر (الجهاز الذي يصور الأشعة تحت الحمراء) مصنوع من مصفوفة بؤرية مسطحة، بدقة 320 × 240 بكسل.
كما أن الشخص المشغل للجهاز لابد أن يكون قد خضع إلى تدريب جيد وقادر على فهم التكنولوجيا وتفسير الأنماط الحرارية.