الكومبيوتر كان و لا يزال واحداً من الأجهزة الثورية على مر التاريخ ، جهاز تختلف أشكاله و أحجامه ، و يبقى رفيقاً للإنسان في أداء أغلب مهامه اليومية و الوظيفية و لكن ماذا يحدث حينما يقع الإنسان في حب هذه الآلة ؟
هذا تماما ما حدث في فيلم Her .
لسنا بصدد التحدث كثيراً عن الفيلم نفسه ، لكن يمكنني و بعد مشاهدتي للفيلم أن أقول أنه فيلم الموسم بكل المقاييس لكن الموضوع الذي تناوله الفيلم موضوع قد يضعنا أمام مجموعة من التساؤلات و ربما التقديرات ، هل فعلاً يمكن أن تُخلق علاقة حب بين الإنسان و نظام التشغيل الخاص به؟
فيلم Her يقدم اِجابة مستقبلية تثبث أنه بالفعل ممكن، علاقة شبه انسانية بسبب طريقة عمل نظام التشغيل و طريقة تخاطبه مع الإنسان، قد لا يكون هذا هو واقعنا اليوم لكن توجد ما قد نسميها بمحاولات غير مباشرة لهذا النوع.. Siri و Google Now !
التخاطب مع نظام التشغيل ليس بالفكرة الجديدة أو المستقبلية فهي بالفعل تحدث أمامنا مع أنها ليست بتلك الدقة، فمن خلال التخاطب مع Google Now يمكننا استخدام جمل بسيطة تعمل على شكل أوامر يتلقاها نظام الأندرويد ليترجمها إلى أفعال، الأمر يبدوا أقرب إلى مساعد شخصي أكثر من علاقة حب.. و الأمر سيان بالنسبة لـ Siri .
من جهة أخرى فالوقوع في حب الآلة له مفاهيم مختلفة بحسب الشخص لكن من رأيي الشخصي فهي تلتقي في نقطة ‘الإرتباط النفسي بالجهاز’ ، فالمستخدم هنا يخلق علاقة نفسية مع جهازه، فيه توجد صوره الشخصية، ملفاته المهمة و رسائل بريده و غير ذلك من الأمور التي تشكل صندوقا رقميا لا يأتمنه الشخص إلا على نفسه !
الإنفعالات و الحب و الحزن، فيلم Her يجسد قصة رومانسية تقليدية بشكل أكثر عصرية، فهل هذا يعني أن طريقة تخاطب الآلة معنا هي كل ما يستلزم لحدوث هذا؟ هل تعتقد أن الإنسان قد تربطه فعلا علاقة حب معا الكمبيوتر حينما يخاطبك الأخير و يسألك كيف كان يومك، و يواسيك في أوقات حزنك؟ الأمر خيالي إن لم يكن تافهاً للبعض، لكن التكنولوجيا تغيرت و غيرت حياة الملايين من الناس و كما أشرت سابقا، فنحن فعلا في علاقات نفسية مع أجهزتنا و أنظمة تشغيلها.